ذهبت اليوم لشراء
بعض المستلزمات تفحصتها جيداً للتأكد من من انها ذات ذوق عالي وراقية وسائنى جداً
عندما وجدت بعضها ليس كذلك ... مصيبة لكنى إحتملت وتصبّرت ورددت قائلاً قدّر الله
وماشاء فعل وتذكرت أن الدنيا دار بلاء وجزاء الله للصابرين فيالها من مصيبة....!!!
هكذا كانت نفسى حتى اتصلت بذلك الضيف السورى الطبيب ... شابٌ يتسم بالجدية
مع الأدب الرفيع
طبيب ثلاثينى يبدو
من مظهره أنه مُنَعَم يسكن فى حى راقٍ بدمشق
ما إن رأيته وبدأ
حديثه حتى هبّت رياح الشام تلفحنا فتصيبنا تارة بالرجولة والصلابة واخرى تقرعنا
وتذكرنا بالعجز والخور
حدثنا عن النظام
وقسوته وبشاعة جرائمه لكن عيناه كانت تتيه تبحث عن مفر ثم لا تجد مفراً عندما
يتحدث عن إنتهاك الاعراض فتعود عيناه محملة بدموع الذل
سألته كيف ترون
موقف بلاد المسلمين فى الداخل؟؟
حاول أن يتمالك
لكن سرعان ما غلبته نفسه وامتلئت عيناه بالدموع قبل ان يقول "والله كله خذلنا
والله كله خذلنا" ثم عدّد الدول التى خذلتهم واستحيا أن يذكر من بينها مصر ثم
قال والله يا اخى إحنا ما بنتكبر على "بذئة" اى دولار ما هنتكبر عليه
نحن فى احوج ما يكون الى المال
وعن بلاد الحرمين
قال يعطونا الفتات
ذكر لنا بعض
التفاصيل اذكرها بمفردها ان شاء الله
تمليت من وجهه
كثيراً فهو عائدٌ إلى دمشق مرةً اخرى
ثم أنهينا اللقاء
على وعدٍ بالتواصل إلا أن يكون شهيداً
عانقته ثم قبلت
رأسه وقلت إن قدّر الله لك "الشهادة" فاستغفر لنا عند ربك فدعا الله لنا
ثم قال ما من مصيبةٍ هبّت على الشام إلا وكانت مصر فى حلها
إنصرفنا وأبَى
حزنى إلا أن يكمل مشواره معى فقد مرت بنا السيارة وانا فى الطريق الى منزلى على لجنة الإنتخابات الرئاسية لاتذكر
وقفة لجنة الإنتخابات لحازم ابو إسماعيل وكيف كانت الوجوه يملئها الامل فى هذا
اليوم ويحدو بها الطموح
ثم كان فى اليوم
التالى نفس هذه الوجوه يملئها الغضب والإحباط
لتنتقل السيارة بى
الى العباسية لاتنفس رياح شباب خذلهم بهم الاقربون وغدر بهم عسكر لا يعرفون عن
اخلاق الجنود شيئاً ..... ذبحوهم ثم إبتسموا
لم يعد فى القلب
متسعٌ لمزيد من الحزن اعتذرت له عن قطع مسلسه مع وعدٍ منى بأن لا افكر فى أناقة
قميصى بعد هذا اليوم وهناك فى سوريا من أفسد أناقة قميصه بضع رصاصات اخترقته لتصعد
بروحه الى ربها
عدت الى منزلى لكن
قلبى مازال معلقاً هناك فى الشام وفى كل ارض سالت فيها الدماء وكنت فيها كالنساء
لا املك إلا البكاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق